جرب أن تجلس في مجموعة مُتابعة لمباراة كرة قدم في أي مكان ويا حبذا لو كنت مثلي كاره عتيد للكرة بأنواعها لذا وقتها لن تجد سوى حل واحد لتسلية الوقت أن تراقب المشاهدين ، وصدقني هذا أكثر متعة بكثير ، بعيدًا عن عشرات الملاحظات التي ستخرج بها و تصلح كل منها لتسويد موضوع عن سلوكنا كمصرين والتي تمارس بحماس شديد أمام أي مباراة ، سأتكلم اليوم عن سلوك واحد وربما أغراني الآمر بأن أعود لأمور أخرى في وقت أخر ،ولكن الذي تلاحظه فورًا هو أن الكل خبراء بشكل غريب ، الكل يفهم في اللُعبة أفضل من الحكم واللاعبين و الأجهزة الفنية والمدربين ، وتسمع هذا ناقم على لاعب ما وهو يهم نصف واقف يلوح بيده وهو غاضب و وجهة احمر حتى أجزم بأنه لو تم قياس ضغط دمه في هذه اللحظة لكان مرتفعًا لدرجة غير بشرية ،كما تجد اللعاب يتطاير من فمه ليغرق الجالسين حوله والتلفاز وربما اللاعبين داخلة ،وهو يسب اللاعب –ولا تتوهم إنه يسب مثلاً لاعب الفريق المنافس لو فعلها لكان سلوكه مفهوم وقتها ،ولكنه يسب لاعب من فريقه وربما لاعبه المفضل أيضًا- متهمًا إياه بكل الصفات، العَجَز و العرج والتخلف العقلي وصفات أخرى قد يعاقب على ذكرها القانون ، وكل هذا لأنه أضاع هدف أو فوت باصه ، وتجده يجلس ضاربًا كفًا بكف شارحًا كيف أنه لو فعل اللاعب كذا لكان حدث كذا وكذا ولكان الفريق الآن قد كسب (55-صفر) ،وقتها أتساءل ألا يريد هذا اللاعب أن يحقق هذه الأهداف؟ ألا يريد هذا اللاعب أن يكسب ويلعب بمهارة ربما أكثر من كل المتفرجين فهو أكثرهم استفادة؟؟ ، لو كان في مقدوره أن يفعل كذا وكذا ألم يكن ليفعلها دون أي إضاعة للوقت ودون انتظار أراء الخبراء حول الشاشات ، ولكني أبقي أسئلتي داخلي ولا أصرح بها ،كي لا اتهم بالحمق والتخلف ، ثم أكمل متابعتي للمتفرجين ، فأجد أن الدور قد جاء على المدرب عند حدوث أول تغير فتجد الجميع قد توقد غضبًا مصرحًا بغباء المدرب وغفلته وكيف ينزل فلان بدلاً من علان و أن ترتان هو الأفضل وكان سيحقق الفوز المضمون لو نزل ليلعب ، وهكذا دواليك على كل قرار من قرارات الحكم التي لا ترضيهم وعلى كل مركز يلعب به اللاعبين وعلى خطة اللعب نفسها ،حتى أتساءل ماذا دعا إدارة النادي أن تحضر هؤلاء الهواة يديروا ويلعبوا به؟، لماذا لم تذهب هذه الإدارة إلى أي مقهى و تـَجمع مجموعة من الجالسين عليها ليديروا النادي و وقتها لو طبقوا نصف العبقرية التي تمتعوا بها وهم جالسين في أماكنهم لا يفعلوا شيء على ارض الواقع ،لكنا الفائزين بكأس العالم غدًا حتى قبل أن تبدأ البطولة .. ثم تلتفت حولك فتجد أن الخبراء في كل مكان ، تجلس بين بعض الأصدقاء فتجد أحدهم تألق الذكاء في عينيه و جلس جلسة متأهبة وكأنه ذاهب لتحرير القدس وقال بلهجة الخبراء ،كيف أن ما فعله العمال والمواطنون في المحلة هو غوغائية ، وأن التظاهر يجب أن يكون سلمي ، و انه لو كان في مكانهم لم يكن ليفعل هذه الأفعال الشنعاء ، تحاول أفاهمه أن هناك ترجيح كبير لفكرة أن من فعل ذلك هم بلطجية لا علاقة لهم بالمحلة ولا بعمالها ولا بأهلها ، و أن يتذكر ما حدث عند نقابة الصحفيين في انتخابات الرئاسة السابقة ، فيخبرك بكل خبرة وعِلم أن هذه حجج ساقها المتظاهرين الذين يظنوا أن التظاهر سيحل مشاكل البلد ليغطوا على أفعالهم ، فتخبره بصبر -فأنت تعلم انه فقط غبي لا يدرك ذلك ، وانه ليس له مصلحة مع الحكومة ولا عضو في الحزب الوطني بل انه مطحون ربما أكثر منك- بأن عدة مراكز حقوقية أكدت ما حدث و... ، فيقاطعك ويخبرك بثقة لا حدود لها أن كل هؤلاء تابعون لأمريكا ويقبضون منها ،تحاول الحفاظ على ضغطك وتقول له متجاوزًا كل هذا ، إنك ستذهب معه أن أهالي المحلة ضربوا الأمن رغم كون الكلمة ذاتها لا تدخل العقل، ولكن لنفترض ذلك، فهل أهالي المحلة هؤلاء مجانين خرجوا من منازلهم ومن ورديات مصانعهم وهجموا على الأمن ليضربوه وعلى المدينة ليدمروها؟؟ أم انه تم ضربهم أولاً واستخدام العنف غير المبرر والقوة المفرطة معهم حتى خرجوا عن طورهم ؟!، فأي إنسان تجري في عروقه دماء وليس ماء بارد ، لن يُضرب ويصمت ، سيدافع عن نفسه ، فتجده ينظر لك و يقلب شفتيه ويخبرك في امتعاض بلهجة الخبير العارف ، وماذا استفادوا؟ ما طول عمرنا بنّضرب على قفانا وصابرين ، عند هذا لا تملك سوى أن تنهض ، وحسب جرأتك وقتها إما أن تتمنى أن تعطيه على قفاه ولكن تُحجم خجلاً مثلي، أو تكون أكثر جراءة فتناوله فوق قفاه ثم تتركه بإباء وشمم و أنت تضمن انه سيسكت ، أليس هو مؤسس فكرة أننا نضرب على أقفيتنا ونصمت.. إذن فليصمت.
وهكذا دواليك كل مواطن يعرف أفضل من المقاتلين في فلسطين و من حزب الله في لبنان وكلاً منهم يتبارى في نقد مواقف المقاومة سواء من خطف جنود أو عمليات استشهادية ،وتتمنى وقتها أن تراه فقط يقف في الميدان لنرى رد فعله العبقري وخططه الجبارة التي كثيرًا ما أزعجك بها وهو يجلس في مكيف الهواء، أمامه العصير المثلج وقطعة الدونات ..
فجاءه تكتشف أن مصر كلها خبراء في كل شيء ،الرياضة السياسة الفن الأدب والقتال و الدين، نحن خبراء في كل شيء، لدينا 76 مليون خبير في كل فنون الحياة، لذا تجد ذاتك تتساءل بتعجب ..لماذا إذن لم نتقدم حتى اليوم؟!!
وهكذا دواليك كل مواطن يعرف أفضل من المقاتلين في فلسطين و من حزب الله في لبنان وكلاً منهم يتبارى في نقد مواقف المقاومة سواء من خطف جنود أو عمليات استشهادية ،وتتمنى وقتها أن تراه فقط يقف في الميدان لنرى رد فعله العبقري وخططه الجبارة التي كثيرًا ما أزعجك بها وهو يجلس في مكيف الهواء، أمامه العصير المثلج وقطعة الدونات ..
فجاءه تكتشف أن مصر كلها خبراء في كل شيء ،الرياضة السياسة الفن الأدب والقتال و الدين، نحن خبراء في كل شيء، لدينا 76 مليون خبير في كل فنون الحياة، لذا تجد ذاتك تتساءل بتعجب ..لماذا إذن لم نتقدم حتى اليوم؟!!
5 comments:
ههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههههه
لا لا لا لا لا لا
انت مجرمة موتيني من الضحك
هاهاهاهاها
والله يا دعاء اولا احب اذكر كام نقطة
مبدئيا
اسلوبك الادبي رائع وسلس ودمك خفيف جدا
لدرجة ان حتى اللي يختلف معاكي في اي نقطة ما يقدرش الا انه يكمل قراية بسبب سحر الاسلوب
ثانيا
والله يا دعاء انا عارفة انك منقوطة يا حبيبتي بس انا الناس دي بتصعب عليا والله العظيم
معلش ممكن تتخنقي مني
بس هم بجد بيصعبوا عليا
انا اللي شايفاه
انهم ناس غلابة بصي اللي بيدي اوامر كتير وما بيعملش حاجة ده زي عبد السلام النابلسي
بيبقى عنده احساس مضاعف بالقهر والعجز والبؤس والغلب اللي في الدنيا كلها
الى جانب انه عنده مشكلة رعب وجبن متراكم بسبب سنين القهر
فبيبقى محجم انه يعمل حاجة
مش عشان هو ندل وللا حقير
بس عشان هو مسكين من قادر يهزم كل تراث القهر اللي توارثه
وفي نفس الوقت عايز يحس انه مش رمة
يعني عايز يرضى عن نفسه
فتلاقيه بينتقد الناس اللي بتعمل حاجة
اي حاجة
انت عارفة اي حد بيعمل اي حاجة بيبقى بيغلط عادي حتى لو حزب الله ما اعرفش انت تعرفي معزتهم عندي وللا لا
بس هم عزاز عليا قوي
بس اكيد بيغلطوا مافيش انسان ما بيغلطش
مش مهم الانسان يغلط او ما يغلطش المهم بيعمل حاجة مفيدة فعلا وللا بيعمل حاجة مضرة وللا ما بيعملش حاجة خالص
انا بالنوسبة لي ترتيبهم كده
اللي بيعمل حاجة مفيدة اولا حتى لو بيغلط
اللي ما بيعملش حاجة خالص بس متعاطف مع المفيد
اللي ما بيعملش حاجة خالص وبيشرف زي عبد السلام النابلسي
اللي بيعمل حاجة مضرة ودول كتير قوي وكتير منهم بيعمل حاجة مضرة في اطار يوهم بيه الناس انه بيفيدهم
زي عمرو خالد بدون ذكر اسماء كده
المهم مش ده موضوعنا
موضوعنا ايه بقى
ده في ترتيب الاحترام
لكن في ترتيب التعاطف والشفقة
اولا: اللي ما بيعملش حاجة وبيكسر مقاديف الناس
ده غلبان قوي
ثانيا: اللي بيعمل حاجة مفيدة بس بيعك الدنيا احيانا وبيصيب احيانا
ثالثا: اللي ما بيعملش حاجة ومتعاطف مع اللي بيفيد الناس
وطبعا اللي بيضر الناس مالوش مكان في تعاطفي ويمكن تكون قسوة مني بس انا مش قادرة اتعاطف
حماس مثلا بيصعبوا عليا عشان بيحاولوا يفيدوا وبيعكوا الدنيا كتير
بس اللي بيصعب عليا اكتر اللي قاعد قدام الماتش يدي عماد متعب وحسن شحاتة اوامر
انا حاسة انهم ضحايا القمع والقهر وتبديد الاحلام والامال وشايفة ان كل اللي عليهم ان حد يساعدهم انهم يقبلوا ان ربنا ما قسملهمش انهم يقاوموا اسرائيل مثلا او انهم يبقوا عمال المحلة وان كفاية قوي انهم يتعاطفوا
وان مش عيب ابدا انهم يخافوا يشاركوا
الخوف شعور انساني محترم
العيب انهم يكسروا مقاديف الناس
بس والله بيصعبوا عليا
:))
وأنا بضم صوتي لصوت نوارة.. فعلاً البوستات بتاعتك حلوة أوي...
إلى الأمام :))
الناس دي فعلاً بتعلي الضغط
و المصيبة انه بيدافع بدون منطق أو بمنطق منهار و لما يتزنق في الآخر يرد رد مستفز زي اللي بيقول عادي ما ننضرب و نسكت
ربنا يشفيهم
زي الفل يا باشا أنا أول مره أدخل علي مدونتك بس عجبني أسلوبك
نواره
الصراحة يا نواره متعرفيش سعادتي قد أيه بكلامك ده خاصة إنني أصلاً من المعجبين بكتابتك بشدة وعشان كده اعجابك باسلوبي وكلامك ده طيرني يا بنتي بجد من الفرح ومش هعرف اكتب مواضيع تاني بسبب إني طايره دلوقت:D
المصيبه انهم برضه بيصعبوا عليا يا نواره يعني أبقى منقوطه لكن لما أفكر بلاقي روحي بشعر بشفقه عليهم خاصة كلام في سرك -مش هيعرفه غير الميت نفر ألي هيجواالمدونه هنا- أني شخصيًا بضبط نفسي احيانًا متلبسه بالتفكير بنفس الطريقة وأني أبقى فاهمه نفسي خبيره ، يعني الهم زي ما هو طايل الاخرين بيطولني برضه في بعض المواضيع
لكن المشكلة إن في ناس بتبقى مقتنعة تمامًا أنهم خبره وان كلامهم صح ومعندهمش استعداد يفكروا ولو للحظة في احتمال خطاهم، دول ألي انتي صنفتيهم بعبد السلام النابلسي والجماعة المضرين أياهم ، دول خاصة التعامل معاهم محتاج الواحد يستورد عشر مرارات، اما الغلبان المتطعاطف بس خايف فكلنا تقريبًا في أوقات كثيره بندرج تحت القائمة دي علشان كده ليها تعاطف خاص
وزي ما قولتي مثلاً حماس انا مش غايظني في حماس غير وقوعهم في فخ لعبة السلطه ،انتوا حركة مقاومة لقيتوا السلطة الوصول إليها لازم يلوثكم بلاها سلطة وخليكم حركة مقاومة أشرف لكم
طبعًا اهو انا كده نهيت عن فعل وعملته قعدت أقول الناس ألي بيقعدوا يتكلموا على المقاتلين في فلسطين ويعملوا فيها خبره سياسيين وعملت نفس الشيء على ما يبدو ده طابع متأصل فينا مالوش حل:D
صيد الخاطر
ربنا يخليكِ يا رب ألف شكر لكلامك
مهندس مصري
فعلاً والله المفروض اننا ندعيلهم بالشفا ربما لو شفيوا هما نرتاح احنا من رفع ضغط الدم المزمن.
د.سامبو
شكرًا لرأيك ويا ريت مايكنش المرور الاخير على المدونه كلها وهي ليست مدوني وحدي بل انا مجرد فرد في فريق
Post a Comment